إن التكنولوجيا هي ثمرة بحوث علمية متراآمة قامت بها العقول الإنسانية القلقة الخلاقة عبر القرون و الأجيال
, ثم انتشرت ودعت بهدف صنع الأشياء بطريقة أفضل , و صنع أشياء جديدة ومختلفة , فالتكنولوجيا هي بنت
الروح العلمية , و هي ثمرة نمو العلم و إزدهاره , و بالتالي فهي في خدمة الصالح العام للإنسانية جمعاء , ولذا
فالتكنولوجيا بمفهومها الشامل ليست ملكا لشعوب محددة , فهي حصيلة إنتاج الفكر البشري على إمتداد تاريخ
الإنسانية , والتكنولوجيا ليست حكرا على أحد و لكنها يجب أن تتناسب مع بيئة المكان الذي يطبقها , ولقد عرفت
التكنولوجيا مند زمن بعيد ثم تطورت عن طريقة التجربة والخطأ على مر التاريخ حتى وصلت إلى صورتها
الحالية .
أن تطبيق التكنولوجيا يتطلب تحديد الأهداف و صياغتها مع ربطها بالمتطلبات , و تعزيز القدرات التي تساعدها
على أن تستبدل الطرق التقليدية المختلفة التي تعتمد على الطاقة البشرية سواء العقلية أو المادية و بالرغم من
إختلاف الطرق التقليدية من مكان لأخر فلا توجد طريقة واحدة تشبه الأخرى .
و هكذا نظرا للتطور الكبير الذي رافق التقدم العلمي و التكنولوجيا في الآونة الأخيرة في استخدام الطاقة
الشمسية في مجالات مختلفة من السخانات الشمسية إلى التدفئة إلي توليد الكهرباء ، واستخراج المياه الجوفية
والذي بدوره دفع العلماء إلي توحيد أفكارهم نحو الطاقة النظيفة والحيوية والأبدية,
من فوائد استخدامها التوفير في الوقود ،والقضاء ولو على نطاق ضيّق على أزمة الطاقة، آما ينتج عنها
الحفاظ على البيئة والوقاية من التلوث، وتعتبر الطاقة الشمسية ، هي الرديف المواآب للطاقة النووية البديلة،وبذلك
أيضا استفاد ميدان البناء عموما على نصيبه من استعمال الطاقة الشمسية وخاصة العمارة والعمران، حيث
تحصل على جمل معمارية جميلة في الواجهات، مما يعطي للمدينة منظرا جميلا جدا , ولكن ومع الأسف لا يحقق
مبدأ <<الشكل الذي يخدم الوظيفة >> فإذا جاءت التكنولوجيا بكل أساليبها و أدواتها و حققت إجابيات عديدة
لصالح المجتمع فبالموازات نجد للتكنولوجيا سلبياتها و التي تنعكس على المجتمع بأضرار نسبية متفاوتة و التي
تتلخص في تلوث البيئة بصفة عامة بجميع أنواعها .
ومن خلال إستعراض بعض التصميمات العمرانية و المعمارية التي تستخدم الطاقة الشنسية في تآلف
واضح بين العمارة و التكنولوجيا فإننا نكتشف بأن هذه العمارة قد فقدت هويتها و أصبح من الصعب علينا قراءة
ملامحها و التعرف على وظيفتها و إنتمائها .
و حتى يكون هذا البحث دقيقا و هادفا فإن العمارة المقصودة ليست العمارة المتخصصة مثل العمارة
الصناعية أو الإستشفائية أو التربوية أو عمارة محل لإختصاص أخر محدد لأن تحديد الهوية لمثل هذه العمارات
يصبح معقدا بإختلاف وظائفها . و إنما المقصود في هذا البحث هي العمارة السكنية التي لها نفس الوظيفة و
المخصصة لإحتواء الحياة البشرية , و التي لها نفس الإختصاص في آامل المناطق الطبيعية و الجغرافية من
العالم , والتي تعكس نمط حياة الإنسان الخاص بالبيئة التي يعيش فيها من حيث موضعها الجغرافي و الطبيعي و
من حيث تقاليد و عادات السكان الفردية و الإجتماعية وما ينعكس عليها من ثقافة وحضارة وتقدم .
و لهذا فلا يمكن للتكنولوجيا بإستعمال المعدات و الأدوات المخصصة بإلتقاط و توفير الطاقة الشمسية بطمس
ثوابت الهوية المعمارية الخاصة بكل منطقة بيئية و إجتماعية تزخر بتاريخ و عادات و تقاليد
وحضارة و طبيعة جغرافية خاصة و مميزة .
موضوع مهم واعتقد اننا قد نستفيد منه في اكتساب الطاقة في المشروع
ردحذفشكراً لك اخي عبدالإله على هذا الموضوع الجميل
ردحذفحيث أن الطاقة هي الموضوع الذي اتخذته في فلصفتي البيئية والتصميمية للمشروع
وأدعوك إلى مشاهدة موضوع الإستدامة الذي طرحته مؤخراً والذي تعتبر الطاقة واحدة من سبله